إعداد/ طارق بدراوى
تقع واحة عيون موسي والتي تضم 12 واحة على بعد 35 كيلو متر من مدينة السويس وعلي بعد 60 كيلو متر من نفق الشهيد أحمد حمدي الواصل بين محافظة السويس وشبه جزيرة سيناء وهي تتوسط المسافة بين مدينتي السويس ورأس سدر وتقع علي بعد حوالي 165 كيلو مترا من القاهرة وتنتمي إداريا الي محافظة السويس وهى من المناطق السياحية ذات الطابع المتميز ويزورها زائرو جنوب سيناء من المصريين والسائحين الأجانب وهم في طريقهم الي شرم الشيخ ودهب ونويبع حيث تتسم بجمال مناخها ومناظرها الخلابة المطلة مباشرة علي ساحل خليج السويس وهي تضم أشجار النخيل والحشائش الكثيفة بالإضافة الي عيون المياه العذبة وجميعها صالحة للشرب إذا ما تم تطهيرها ومعظم سكان منطقة عيون موسي من أبناء جنوب سيناء ويوجد بالواحة الآلاف من أشجار النخيل ومجموعة من العشش ويقوم بعض البدو المقيمين بالمنطقة ببيع بعض المشغولات البدوية علي رواد المنطقة من السائحين وبرغم ان المنطقة تعد منطقة جذب سياحي عالمي ويزورها مئات السائحين يومياً إلا أنها للأسف مهملة ولا تجد الإهتمام الكافي من وزارة السياحة ومن المسؤولين عن السياحة في مصر
وقد سميت عيون موسي بهذا الإسم حيث أنها الواحة التي تفجرت فيها 12 عينا للمياه الصالحة للشرب لنبي الله موسي وكانت إحدى المعجزات التي أيده الله سبحانه وتعالي بها وكانت بعدد أسباط سيدنا يعقوب الذين تنتمي إليهم بطون بني إسرائيل وذلك تأكيدا لقول المولي عز وجل في سورة البقرة وإذ إستسقي موسي لقومه فقلنا إضرب بعصاك الحجر فإنفجرت منه إثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم كلوا وإشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين صدق الله العظيم ولذلك فعيون موسى تعد مزارا دينيا هاما جدا فقد تفجرت هذه العيون بالمياه العذبة بعدما ضرب كليم الله موسى بعصاه الحجر إستجابة للأمر الإلهي ليشرب بنو إسرائيل من مائها العذب وذلك بعد رحلة مطاردة فرعون مصر لسيدنا موسي وأتباعه من بني إسرائيل وذلك أثناء خروجهم من مصر إلي الأراضي المقدسة عبر سيناء وقد أثبتت الدراسات الحديثة التي قام بها الجيولوجي فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس وحتي عيون موسي منطقة قاحلة جدا وجافة جدا مما يؤكد أن بني إسرائيل قد إشتد بهم العطش بعد مرورهم علي كل هذه المنطقة حتي تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عينا كما ذكرنا بعدد أسباط بني إسرائيل ولقد وصف الرحالة الذين زاروا سيناء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك أنه بإستمرار تدفق المياه بالواحة فإنها أنبتت العديد من أشجار النخيل والحشائش
وللأسف الشديد فإنه حاليا لم يتبق من الإثنتي عشرة عينا إلا خمس عيون فقط حيث طمرت باقى العيون لعدم الإهتمام الكافي بها واللازم لها وعدم صيانتها فأدى ذلك أن سكنت الطحالب والشوائب وأشجار البوص في بقية الآبار ونضب منها الماء هذا ويوجد بجانب كل عين لافتة بإسم العين وعمقها ومن أسماء العيون بئر الزهر والبئر البحرى والبئر الغربي وبئر الشايب وبئر الشيخ وبئر الساقية وبئر البقباقة ولا يخرج الماء حاليا إلا من عين واحدة فقط هي بئر الشيخ ويبلغ متوسط عمق العيون حوالى 40 قدم أى حوالي 12 مترا ويجرى الآن مشروع لتطوير وتجميل هذه العيون حيث سيتم زرع المنطقة المحيطة بها وترميم العيون المتبقية وبناء معرض بجانبها يحوي الآثار التي عثر عليها في هذا المكان
وجدير بالذكر أنه كانت هناك نقطة حصينة من نقاط خط بارليف تقع على مقربة من منطقة عيون موسى وهى أحد المواقع الهامة التي كان يستخدمها العدو الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر عام 1973م حيث سيطر منها على الجزء الشمالي من خليج السويس وفى يوم 9 أكتوبر عام 1973م رابع أيام حرب أكتوبر المجيدة إستطاع الجيش المصري الاستيلاء على هذا الموقع الهام حيث صدرت الأوامر بضرورة مهاجمته والإستيلاء عليه لأهميته القصوى وبالفعل تم تنفيذ الأمر وهاجم أبطال الجيش الثالث المصرى هذا الموقع الحصين ولتنسحب منه القوات الإسرائيلية التي كانت بداخل هذه النقطة الحصينة تاركة ورائها الموقع بكامل أسلحته ومعداته ومابه من أغذية ويتكون موقع النقطة الحصينة بعيون موسى من ستة دشم خرسانية مسلحة ذات حوائط سميكة مغطاة بقضبان سكة حديد وفوقها سلاسل من الصخور والحجارة التي يمكنها تحمل القنابل حتي زنة 1000 رطل ومحاطة بنطاقين من الأسلاك الشائكة ومزودة بشبكة إنذار إلكترونية وكل دشمة بها مدفع هاوتزر ثقيل عيار 155 مم كانت دائما ماتهدد مدينة السويس وباب هذه النقطة الحصينة مصنوع من الصلب وبها أماكن مخصصة لمبيت الجنود والقادة ويربطها ببعضها البعض خنادق للمواصلات ويعلوها نقاط مراقبة ومنشآت إدارية وطبية وخدمية ومن حولها من زرع حقول ألغام مضادة للأفراد والمعدات لمنع أى محاولة للاقتراب منها أو مهاجمتها كما أن هذه النقطة كات دائما مجهزة بحيث يتوافر بها الاكتفاء الذاتي من مستلزمات الإعاشة الذي يكفيها لمدة شهر علي الأقل ولكنها في النهاية لم تصمد أمام خير أجناد الأرض كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم وسقطت بين أيدبهم كالثمرة الناضجة وتسلم الأيادى وبارك الله في جيش بلادى.